الجلفة نيوز

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

أراء ومقالات : أسامة وحيد يكتب العقول العارية!

المتتبع للمنحى الذي أخذته قضية تمثال عين الفوارة، يكتشف أن المرأة الصخرية العارية وما آل إليه مصيرها بعد غزوة “بو مطرقة”، قد عرّت فينا تطرفا لا يمكن تصوره، والأمر لا يتعلق بتطرف بطل المطرقة، ولكن بتداعيات ما حدث من معارك بين المناصرين للمطرقة والمتهمين إياها بالجهل والظلامية.

المهم، أن الاختلاف في النقاش أثبت أن الجزائر لا تعيش شرخا يصل لحد التناقض ولكن الأمر يتعلق بعدم قابلية رأي الآخر ونظرته، فمنطق إذا لم تكن معي فأنت “عدوي” وليس “مختلفا” معي، هو العنوان الثابت لمعركة التمثال العاري.



طرفان، كل منهما يدعي امتلاكه للحقيقة وبين أن يكون مجرد تمثال، أو لوحة فنية، لا تعني شيئا غير التراث، وهو لسان حال الطرف الأول، وبين أن الصورة خادشة للحياء، وأن منظومة القيم والأخلاق لا يبررها “تراث” أو حضارة، فإن المعركة، انتهت إلى تكفير من طرف واتهام بالظلامية والتدعيش من الطرف الآخر والنتيجة، نحن شعب حين يختلف فإنه يتعارك ويتهم الآخر، بدلا من أن يناقشه ويأخذ منه!

معاركنا للأسف فارغة،، وما فعله تمثال المرأة الصخرية العارية، أكد أن الصخرة توجد في رؤوسنا، فأن تقول إن التمثال مخل بالأخلاق في وضعيته تلك، فإنك “مدعوش” وأن تقف في ضفة “التنوريين”، فبالضرورة أنت بلا “أخلاق” ولا قيم، فترى، ماذا لو سمع بعضنا بعضا واتفقنا على أنه كما التمثال ليس مقدسا وهو مجرد صخر، فإن الصور العارية، منتشرة في كل مكان،، ماذا، لو قطع كل منا نصف المسافة باتجاه خصمه في الفكرة وليس عدوه؟ أليس بين التمثال العاري والتمثال التراث، نقطة لقاء،، للأسف،، لا يوجد تماثيل مثلنا، وشكرا لتمثال المرأة العارية فقد برهن أننا “العراة”.

عن مدير الموقع :

يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
1أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
2أن لا تضع أي روابط خارجية
3لإضافة كود حوله أولاً بمحول الأكواد
3للتبليغ عن رابط لا يعمل او مشكل في الموقع من هنا الطلب
4لطلب خدمة التبادل الاعلاني المطور من هنا